جعفر عبد الكريم الخابوري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

جعفر عبد الكريم الخابوري

مجلة جمهورية مصر العربية الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري
 
الرئيسيةاليوميةأحدث الصورس .و .جبحـثالأعضاءالمجموعاتالتسجيلدخول

 

 كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
جعفر الخابوري
Admin
جعفر الخابوري


المساهمات : 181
تاريخ التسجيل : 30/11/2023

كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي  Empty
مُساهمةموضوع: كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي    كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي  Emptyالجمعة ديسمبر 22, 2023 11:31 am

كرنفال الكتب أم مقبرتها؟
أفزعتني جداً مقارنة عُقدت بين المكتبات والمقابر. إنها تصدم ما هو مستقرّ في الأذهان والنفوس من تقدير يبلغ حد التقديس أحياناً، لما تحتويه المكتبات من معارف وعلوم. الفزع الذي انتابني في بداية ما قرأته حول هذه المقارنة تبدّد رويداً رويداً، وأنا أواصل قراءة تفاصيلها، التي عقدها شوبنهار، الفيلسوف الألماني المتوفى في عام 1860، وهو يقول: «إن تمرير اليد على رفوف المكتبة أشبه ما يكون بالمشي بين القبور؛ حيث نحاذر أن تطأ أقدامنا الموتى في طريقنا إلى القبر الذي نقصده»، وأثناء القراءة يلتصق بنا بعض الموتى من حيث لا ندري، وأحياناً يكون الميت قد عقد صداقات مع موتى آخرين، وصار من المتعذر زيارته دون أن نزورهم معه في الآن نفسه، ربما في إشارة إلى وحدة موضوعات الكتب، أو كون مؤلفها هو نفسه.
وحديث شوبنهار حول ذلك يطول، ومملوء بالتشبيهات البليغة والطريفة، لكنه ليس الوحيد الذي تناوله الكاتب محمد آيت حنا في كتابه الذي أطلق عليه عنوان «مكتباتهم»، وفيه تناول مجموعة من مشاهير الكتّاب في علاقتهم بمكتباتهم، بينهم أجانب وبينهم مغاربة يعرفهم الكاتب كونه مغربياً، ولم يكن محمد آيت حنا معنيّاً تحديداً بطقوس وزوايا دهاليز مكتبات من تناولهم من كتّاب، حتى وإن فعل ذلك أحياناً، بمقدار ما هو معني بطقوسهم في القراءة وبالكتب التي أثّرت فيهم، وربما تكون قلبت مفاهيمهم رأساً على عقب، أو أحدثت انعطافات في مسار فكرهم وإبداعهم، وهذا ما قاله وهو يتناول تجربة إمبرتو إيكو، حيث استهل حديثه بالقول: «يكفي كتاب واحد لتدمير مكتبة بكاملها، وعلى مثل هذا الكتاب يطلق وصف «الكاتب القاتل»، الذي يقتات على روح القارئ، ويصرفه عن قراءة ما سواه، ويفرض عليه حالاً من الاستلاب الكلي».
وقف الكاتب أيضاً عند بعض أدباء العرب القدامى، ومن بينهم الجاحظ الذي وصفه ابن قتيبة بأنه «أكذب الناس»، ولا هجاء في هذا الوصف ولا ذمّ، حيث عرف عن الجاحظ أنه قلب معنى السرقة والانتحال، فعلى خلاف الدارج من أن السارق ينسب كلام الغير إلى نفسه، «فإن الجاحظ تجاوز مرحلة اختراع الكلام إلى اختراع المتكلمين»، فصار ينسب كلامه هو إلى غيره، ربما لمعرفته أن عصره يعلي قيمة المنقول على قيمة المُؤلف.
لا بأس أن نختم بما أورده المؤلف عن مواطنه عبدالفتاح كليطو، الذي عنه قال إنه يهتم كثيراً بالقرّاء كمّاً ونوعية، حتى أنه يمكن تحديد أنماط كثيرة من قرائه، بل وسيربط ربطاً مباشراً بين الكتب والقرّاء، فالأخيرون هم «روح المكتبة وهم من يحوّلونها من مقبرة إلى كرنفال».

https://www.alkhaleej.ae/2023-12-15/%D9%83%D8%B1%D9%86%D9%81%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D8%A3%D9%85-%D9%85%D9%82%D8%A8%D8%B1%D8%AA%D9%87%D8%A7/%D8%B4%D9%8A%D8%A1-%D9%85%D8%A7/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A3%D9%8A-%D8%B2%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%A7
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ffhfhgfh9.ahlamontada.com
جعفر الخابوري
Admin
جعفر الخابوري


المساهمات : 181
تاريخ التسجيل : 30/11/2023

كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي    كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي  Emptyالجمعة ديسمبر 22, 2023 11:31 am

رسائل من الغربة وعنها
في كتاب «سغب العواطف» الذي أتينا على ذكره قبل فترة، وضمّ رسائل الأكاديمي والناقد العراقي علي جواد الطاهر إلى زوجته، لن نكون، تماماً، إزاء رسائل عاطفية بالصورة التي اعتدناها في رسائل أدباء إلى حبيباتهم، فلا عتب هنا ولا لوم ولا شكوى من صدّ أو هجران، إنما نحن بصدد رسائل توجز، في الجزء الأكبر منها، معاناة الطاهر في الغربة التي كانت قسرية، وفيها يمكن أن نقرأ أوجهاً من معاناة الكثير من مثقفي العراق وأدبائه وفنانيه المستمرة، ممن وجدوا أنفسهم محمولين على مغادرة وطنهم.
الحقيقة أن رسائل الطاهر إلى زوجته فائقة، التي أكثر من مناداتها بأسماء دلع في تلك الرسائل: «فيوقتي»، «فيق» تحوي شحنة عالية من الأشواق والعواطف ومشاعر التقدير لزوجة بدت في عينيه مثالية جداً، في تحمّلها تبعات تدبر أمور العائلة والأولاد في ظروف غياب الزوج، وهي إلى ذلك امرأة متعلمة، عملت معلمة ثم أصبحت مديرة مدرسة: «أنت فيق التي لا تغيب عن الخاطر، فيق الحبيبة الكاملة، أم البيت المثالية، أرجو ألا تكون سفرتي قد سبّبت لك إزعاجاً كثيراً». وفي رسالة أخرى يصف فائقة ب«الزوجة الصالحة، الحبيبة، الحكيمة، التي تعرف كيف تحبّب إلى رجل بيته وتريه الجنة فيه، وتعلم كيف يقدّر النعم التي تهيأت له، فجنبته المتاعب وأحلّت له السعادة والاطمئنان». وفي مكان آخر يقول: أُجلّ زوجتي وأُحبّها، معتذراً لها؛ لأن «توافه الدنيا» تشغله عن الإعراب عن عواطفه لها.
لم تستطع هذه الزوجة بكل تلك الصفات فيها أن تحول دون قسوة الوطن على الزوج، فبعد الانقلاب العسكري على أول رئيس لجمهورية العراق، عبدالكريم قاسم، في العام 1963، فُصل الطاهر من وظيفته كأستاذ للأدب في جامعة بغداد، ولوحق زملاء آخرون له، فاضطرّ لمغادرة العراق إلى بيروت، التي منها كتب جلّ الرسائل التي حواها الكتاب، رغم أن هناك رسائل سابقة لها وتالية، كتبها من بلدان حضر فيها مؤتمرات وفعاليات، وبلدان أخرى عاش فيها كالسعودية التي أتاها أستاذاً جامعياً في الرياض، بعد أن تعذرت عودته إلى الوطن.
الرسائل من بيروت حوت إضافة إلى شحنة الأشواق العالية إلى زوجته وولديه، حينها، الكثير من التفاصيل، حتى يمكن أن نعدّ بعضها بمنزلة يوميات للطاهر في لبنان، كما حوت قضايا عملية تتصل بشؤون الأسرة في بغداد، وتدبير شؤون سفر الزوجة والولدان إليه، بعد أن استقرّ على السفر للرياض للعمل.
صحيحة ملاحظة معدّة الكتاب د. لقاء الساعدي في أن رسائل الكتاب ترينا صورة الطبقة الوسطى العراقية في نموّها، وتأثير القمع السياسي عليها، وتبعثرها بين المنافي والسجون.

https://www.alkhaleej.ae/2023-12-16/%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D9%84-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B1%D8%A8%D8%A9-%D9%88%D8%B9%D9%86%D9%87%D8%A7/%D8%B4%D9%8A%D8%A1-%D9%85%D8%A7/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A3%D9%8A-%D8%B2%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%A7
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ffhfhgfh9.ahlamontada.com
جعفر الخابوري
Admin
جعفر الخابوري


المساهمات : 181
تاريخ التسجيل : 30/11/2023

كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي    كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي  Emptyالجمعة ديسمبر 22, 2023 11:31 am

سيرة البيوت
أستمع، كعادتي كل صباح، إلى فقرة فيروز الغنائية التي تبثها «إذاعة البحرين الطربية» وتستمر لأكثر من ساعتين، وأحرص، ما أمكنني على ألا يفوتني سماعها. أمس، وأنا أهمّ بكتابة هذا المقال، وبعد أن استقررت على فكرته، بل وكتبت عنوانه على صفحة الشاشة البيضاء الخالية إلا منه، انتهت فيروز التي كان صوتها يأتيني من جهاز راديو صغير بجانبي، من أغنية وانتقلت، ويا للمصادفة الجميلة، إلى أغنية «خليك بالبيت». توقفتُ عن الكتابة لأركز على كلمات الأغنية، وأنا أشعر بغبطة ليس فقط لأني أستمع إلى الأغنية وصوت فيروز، وإنما لأنني بصدد الكتابة عن البيوت، وفيروز تحثّ على «خليك بالبيت»، بكلمات جوزيف حرب وألحان زياد الرحباني: «خلِّيك بالبيت هلَّق حبّيت/ رح كون وحيدة، وحدي انْ فلَّيت/ الله يخلِّيك، خلِّيك بالبيت/ خلِّيك».
البيوت هي ساكنوها بالمقام الأول، وهو ما جعل فيروز تخشى الوحدة إن غادر الحبيب البيت، والخشية من الوحدة هي ما جعلها تتمنى في أغنية قديمة لها أن يجمعها بالحبيب «شي بيت/ أبعد بيت/ ممحي ورا حدود العتم والريح»، وألم يقل الأب لابنه في قصيدة محمود درويش «لماذا تركت الحصان وحيداً؟»: «إن البيوت تموت إذا غاب سكّانها»؟
ليس كل الناس يولدون ويعيشون ويموتون في البيت نفسه، فيأخذهم مسار الحياة للعيش في أكثر من بيت، لا بل وبيوت، وواقع التشريد والتهجير القسري الذي عانت منه وتعاني شعوب كثيرة، يحمل الكثير من أهلها ليس فقط على الانتقال من بيت إلى آخر داخل بلدانهم، وإنما أيضاً في المهاجر والمنافي، فيكفي تفصيل صغير يصادفونه في الغربة لإشعال حنينهم إلى الوطن الذي نأى، وقد يفعلون ما فعله عبدالرحمن الداخل، حين لفتت نظره نخلة وحيدة رآها في الأندلس التي استتبّ له الأمر فيها، فأنشد مخاطباً النخلة: «نشأتِ بأرضٍ أنتِ فيها غريبة/ فمثلكِ في الإقصاء والمنتأى مثلي»، دون أن ننسى، بالطبع، قول أبي تمام: «كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى/ وحنينه أبداً لأول منزل»، فمن منا بوسعه نسيان بيت عائلته الأول، حيث ذكريات الطفولة والصبا وربما ما يليهما.
سيرة حيواتنا، وإن بدأت بالبيت الأول، على كل ما يحيط بذكراه من حنين رومانسي، فإنها تمتد لتشمل كل البيوت التي ستأخذنا إليها الأقدار والمصائر، ولو فكّر أحدنا أن يحكي سيرة ما عاش فيه من بيوت طوال عمره وما أحاط بها من تفاصيل وذكريات سواء داخل هذه البيوت أو في محيطها، فسيفاجأ بأنه قد يكون حكى سيرة حياته كلها، أو على الأقل أجزاء كبيرة منها.
سيرة البيوت هي سيرة حياتنا، بدونها ستكون السيرة غير منجزة.

https://www.alkhaleej.ae/2023-12-17/%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D9%88%D8%AA/%D8%B4%D9%8A%D8%A1-%D9%85%D8%A7/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A3%D9%8A-%D8%B2%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%A7
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ffhfhgfh9.ahlamontada.com
جعفر الخابوري
Admin
جعفر الخابوري


المساهمات : 181
تاريخ التسجيل : 30/11/2023

كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي    كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي  Emptyالجمعة ديسمبر 22, 2023 11:31 am

بلزاك وما أدراك!
يعتقد أحد من تناولوا أدب ديستوفسكي بأنه استوحى فكرة روايته «الجريمة والعقاب» من الكاتب الفرنسي بلزاك عندما كان يلتهم كتبه؛ بل ترجم أحدها إلى الروسية. رأي فيه قولان، لكن حتى لو صحّ فليس هذا بمأخذ، فالآداب تتفاعل وتتأثر ببعضها، فالفكرة التي يرى الكاتب المشار إليه وهو ي. كارياكين، في كتابه «ديستوفسكي.. إعادة قراءة»، أنها استوحيت من بلزاك لن تكون أكثر من الشرارة التي قدحت في ذهن ديستوفسكي الفكرة، ليبدع ذلك العمل الذي خلّدته العصور، واحتفت به السينما أيضاً.
غاية القول إن ديستوفسكي قامة عملاقة مثل بلزاك، وحين اختار الكاتب النمساوي ستيفان شفايج ست قامات أدبية عالمية أسمى أصحابها «بناة العالم»، وضع في الجزء الأول منه الألماني هولدرلن، ثم ديستوفسكي يليه بلزاك، وعن ديستوفسكي قال: «كان وحيداً تشي رسائله ببؤس الحياة وعذاب الجسد، لكنه تحوّل إلى أسطورة، وإلى قديس يشعّ كيانه معنى خالداً، إنساناً وأديباً وسياسياً»، وعن بلزاك الذي بدأ الكتابة في حجرة مهجورة ويكتب رواياته الأولى تحت اسم منتحل، قال: «اتركوه يحلق. اتركوه يغرِّد. دعوه يهمر علينا تلك المعارف التي يختزنها في مراقبته بتجارب وطباع وحياة الآخرين».
لم يكن ديستوفسكي هو الأديب الروسي الوحيد الذي «التهم» كتب بلزاك التهاماً، فمثله فعل مواطنه مكسيم غوركي، حتى أنه خصص مقالاً عن علاقته بأدبه، نجده في كتابه «كيف تعلّمتُ الكتابة»، الذي وضع له مالك صقور ترجمة عربية جيدة، وفيه قال غوركي: «يسعدني دائماً أن أتذكر إبداع بلزاك، كعابر السبيل في واد ٍغير ذي زرع، طويل وممل، يتذكر بقعة قريبة فيها ما فيها من الجمال والخصب والغنى والقوة»، وحكى كيف ترك أول كتاب لبلزاك قرأه من الأثر في نفسه: «وقع في يدي مجلد صغير من مجلدات بلزاك وكان ذلك المجلد هو روايته «الجلد المسحور»، وأذكر بجلاء المتعة التي لا توصف عندما قرأته، وخاصة الصفحات التي يصف فيها مكان (الأنتيكات) العتيقة، فهذا الوصف يبقى عندي من أعظم نماذج النحت بالكلمات».
ليس ديستوفسكي وغوركي وحدهما من الأدباء الروس الذين أحبّوا بلزاك. مثلهما كان تولستوي، الذي يقول غوركي إنه سأله مرةً: «لمن تقرأ أكثر من الآخرين؟»، فذكر له من يقرأ لهم، فرّد عليه تولستوي: «هذا حسن. لكن اقرأ للفرنسيين أكثر. بلزاك مثلاً الذي تعلمتُ عليه الكتابة».
حيّر بلزاك مجايليه في غزارة إنتاجه وعمقه، وعنه قالوا: «إما أنه رجل مجنون يركب رأسه الشيطان، وإما أن روحاً أدبية عبقرية تتقمصه وتسمح له بهذه الغزارة في الإنتاج».
وعلى كل حال، فإن في العبقرية شيئاً من الجنون.

https://www.alkhaleej.ae/2023-12-18/%D8%A8%D9%84%D8%B2%D8%A7%D9%83-%D9%88%D9%85%D8%A7-%D8%A3%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D9%83/%D8%B4%D9%8A%D8%A1-%D9%85%D8%A7/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A3%D9%8A-%D8%B2%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%A7
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ffhfhgfh9.ahlamontada.com
جعفر الخابوري
Admin
جعفر الخابوري


المساهمات : 181
تاريخ التسجيل : 30/11/2023

كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي    كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي  Emptyالجمعة ديسمبر 22, 2023 11:32 am

سعيد العويناتي .. رجل ضد النسيان
د. حسن مدن
جاء في مطلع قصيدة الشاعر بول ايلوار التي يرثي فيها بطل المقاومة الفرنسية ضد الاحتلال النازي جبريل بيري: "مات رجل/ لم يكن يملك ما يدافع به عن نفسه/ غير ذراعيه الممدوتين للحياة/ مات رجل/ لم يكن له طريق آخر/ غير ذلك الذي يكره فيه الانسان البنادق/ مات رجل/ ضد الموت.. ضد النسيان/ مات، لأن كل ما يريده/ كنا نريده نحن أيضاً".
أما الشاعر التشيلي بابلو نيرودا فكتب يقول: "يجب أن نطلب من الشاعر أن يتخذ مكاناً له في الشارع وفي المعركة، كما في النور وفي الظل. إن شرف الشعر كان الخروج إلى الشارع، كان المشاركة في هذا العراك أو ذاك". وسعيد العويناتي، الشاعر البحريني الشاب الذي أُستشهد في ديسمبر/ كانون أول عام 1976، وهو بالكاد في الثامنة والعشرين من عمره، كان من أولئك الشعراء الذين "اتخذوا مكاناً لهم في الشارع، وفي المعركة، وحاز على شرف الشعر".
اليوم، بعد مضي أكثر من أربعين عاماً على رحيله، لا يغيب سعيد العويناتي من ذاكرتنا الوطنية والثقافية، لأن الإنسان المناضل سواء كان كاتباً أو شاعراً أو قائداً، عندما يغيب، أو يُغيب قسراً، فإنه لا يموت. إنه كما قال الشاعر البلغاري بوتيف لا يستطيع أن يموت.
يكبرني سعيد العويناتي في العمر سنوات قليلة، ربما أربع سنوات. حين عاد أوائل صيف 1974 من بغداد منهياً دراسته الجامعية في كلية الآداب – قسم الصحافة كنت أتهيأ للسفر إلى القاهرة لبدء دراستي الجامعية، لكن علاقتي بسعيد إبتدأت قبل هذا الصيف، فقد التقينا في سنوات سابقة اثناء ما كنا ندعوه في حينه بالعمل الصيفي للإتحاد الوطني لطلبة البحرين، والتقينا مراراً في مكاتب مجلة "صدى الأسبوع" القديمة ليس بعيداً عن شارع باب البحرين وبالقرب من فندق بريستول الذي لا أعرف ما إذا كان ما يزال في مكانه أم لا، حيث كنت أعمل محرراً في هذه المجلة ومشرفاً على الصفحة الثقافية فيها.
كُلُ مَرةٍ كان فيها سعيد يأتي إلى البحرين من بغداد يكون محملاً بنصوصه الشعرية الجديدة وبكتاباته وأفكاره، بل انه كان يرسل بعض هذه النصوص من بغداد عبر البريد لتنشر في المجلة، مرفقة برسائله الدافئة، التي، ويا للأسف، لم أحتفظ بشيء منها، لطمأنينة في النفس أنه باق معنا، ولن يرحل بهذه العجالة.
فكان أن إنعقدت بيني وبين سعيد صداقة توطدت مع الأيام، وبتنا في أيام كثيرة نلتقي بعد انتهاء الدوام ونتجه بالنقل العام من المنامة إلى بيت أهله في البلاد القديم، وفي غرفته المليئة بالكتب نتناول الغداء وندردش حول قضايا فكرية وثقافية وسياسية شتى، وأحياناً كنت أمرُ عليه في العصر في منتزه "عين قصاري" حيث كان يعمل في الإجازة الصيفية بائعاً للتذاكر.
وما زلت أذكر حضوره البهي في ليالي السمر الأدبي التي كنا نعقدها مرة كل أسبوع في منطقة الهورة ليس بعيداً عن مدينة عيسى، في ذلك الفضاء الذي كان مفتوحاً على القمر، حيث تتحلق مجموعة من محبي الأدب والكتابة أذكر منهم علي عبدالله خليفة والراحلان عبدالله علي خليفة وعلآم القائد، وابراهيم بوهندي وعبدالقادر عقيل وسلمان الحايكي وإيمان أسيري وآخرين، في تلك الجلسات تتم المناقشات الأدبية والقراءات الشعرية ، وكان سعيد حاضراً بروحه المتقدة في النقاش وبالجديد من نصوصه الشعرية.
كانت البحرين في تلك الفترة تعيش ذلك المقطع الزمني الحافل، فقد انتهت انتخابات المجلس الوطني في ديسمبر 1973 بفوز أعضاء كتلة الشعب والعناصر الوطنية الأخرى، وكانت الحركة الديمقراطية في البلاد في أوجها، وإنعكس ذلك المناخ على الثقافة والفكر وعلى عطائهما.
وسعيد الآتي من بغداد كان قد تشرّب الفكر التقدمي والثقافة الإنسانية في أجواء الانفراج السياسي التي عاشها العراق في حينه، حيث كانت الصحافة التقدمية العراقية ك"طريق الشعب" و"الفكر الجديد" و"الثقافة الجديدة" حوامل لكل ذلك، وأذكر أن الشاعر العراقي مخلص خليل، وهو من جيل سعيد في العمر وفي التجربة الشعرية، كتب مقالةً في مجلة "طريق الشباب" التي أصدرناها في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات بين بيروت ودمشق باسم اتحاد الشباب الديمقراطي البحراني قال فيها إنه حين قرأ أول مرة نصاً لسعيد العويناتي قبل أن يعرفه حسبه شاعراً عراقياً: "كان فيه شيء من لوعتنا وحزننا وتوقنا" – هكذا كتبْ.
لم يكن سعيد العويناتي شاعراً موهوباً فحسب وانما كان، أيضاً، ناشطا في الصحافة الثقافية. تشهد على ذلك مساهماته في الصحافة البحرينية في تلك الفترة على شكل مقالات وتحقيقات ومقابلات نشرها في "صدى الاسبوع" و"الأضواء"، وفي الفترة التي أشرف فيها على الباب الأدبي في مجلة "المواقف" سعى لتنشيط الجو الأدبي والثقافي بفتح الحوارات حول الظواهر المستجدة في حياتنا الأدبية والثقافية.
في صيف 1975 جئت البحرين من القاهرة لقضاء الإجازة الصيفية، التقيت سعيداً مرات عدة: في نفس الأمكنة وبتفاصيل مشابهة، بعدها غادرت البلاد لغربة طويلة، ولكن القدر يسرَّ لنا لقاءاً نادراً مع سعيد، في شتاء 1976، قبل استشهاده بشهر أو شهرين، حيث جاء في زيارة إلى بغداد التي كانت محطة منفانا الأولى، أتى سعيد محمولاً بشوقه وحنينه إلى العراق، وبوسعي تخيُل حال الإنشداد الروحي العميق التي تسكننا إزاء المكان الذي عشنا فيه ردحاً من عمرنا وتعلمنا فيه بعض تجاربنا. وبغداد محطة أثيرة في نفس سعيد ، كان مشدوداً إليها، إلى ثقافتها وشعرها وناسها ونهرها وأصدقائه الحميمين هناك، وهذا ما حمله على زيارتها، شاءت الأقدار أن تكون زيارة وداعية.
والتقينا سعيداً في سهرة في بيت الرفيق عبدالله الراشد البنعلي، وكان بين الحضور صديق أو صديقان عراقيان لسعيد، لعلهما زاملاه في الكلية، وبالمناسبة فإن شيئاً من مناخ تلك السهرة إنعكس في أحد النصوص الأخيرة التي كتبها الشاعر ونُشرت بعد استشهاده أول مرة في أحد أعداد مجلة "النضال"، وجرى فيما بعد تضمينها في الطبعات اللاحقة من ديوانه اليتيم: "إليك أيها الوطن"، "إليك أيتها الحبيبة".
وغادر سعيد بغداد بعدها بأيام. كانت البحرين قد دخلت شتاء قانون أمن الدولة الطويل، وكانت السجون تستقبل المناضلين، دفعة وراء دفعة. لم يأتنا خبر إعتقاله كما إعتدنا أن نسمع عن الآخرين، إنما جاءنا خبر إستشهاده. لم تكن ثمة مسافة بين الإعتقال والاستشهاد. خلال ساعات من اعتقاله كان قد عٌذب حتى الموت، وبعد نحو أربع وعشرين ساعة سُلم إلى أهله جثة شوَّهها التعذيب.
أكان الشاعر يهجس بموته؟
هذا ما تشي به بعض نصوصه، ففي أكثر من موضع في ديوانه الوحيد جاءت إشارات متفرقة إلى الموت والسجن والتعذيب والمطاردة، لدرجةٍ توحي للمرء أحيانأً أن سعيداً كان يتنبأ باستشهاده، شأنه شأن لوركا، وسواه من الشعراء الشهداء الذين خطفهم الموت باكراً:
- "أتذكر لحظ إلتقينا معاً في الطريق المؤدي/ إلى الموت"
- "هذا شرطي آخر/ يحمل إيقاع الموت/ وفي عينيه قرار القتل السري"
- "يتعقبني ليل أسود/ يضع على عينيه النظارات السوداء/ المشحونة بالهمسات/ ويحمل في كفيه تواقيع المنع/ وكل حروف الغرف الرطبة".
- "هنا أدخلوني السجون/ ولم أمض شهراً/ كي أستريح"
لم بمضِ سعيد في السجن شهراً، إنما يوماً فقط أو أقل من يوم، وذهب في الخلود.

* نشر على موقع المنبر التقدمي - 2015
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ffhfhgfh9.ahlamontada.com
جعفر الخابوري
Admin
جعفر الخابوري


المساهمات : 181
تاريخ التسجيل : 30/11/2023

كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي    كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي  Emptyالجمعة ديسمبر 22, 2023 11:32 am

لوح خشبي وبقايا طباشير
ما أجمل وأعمق وأصدق ما قاله محمود درويش وهو يتحدث عن إرادة شعبه الفلسطيني في التمسك بالأمل، رغم كل المآسي والدماء والجراح والدمار والقتل الممتد منذ عقود، منذ النكبة الأولى حتى اللحظة: «نحبّ الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا/ ونزرعُ حيث أقمنا نباتاً سريع النموِّ/ ونحصدْ حيث أَقمنا قتِيلاَ/ وننفخُ في النّاي لون البعِيد البعِيد/ ونرسمُ فوق تُراب الممرَّ صهيلاَ/ ونكتب أَسماءنا حجراً/ أَيّها البرقُ أَوضِحْ لَنا الليلَ/ أَوْضِحْ قلِيلاَ».
تحضر هذه الأبيات ونحن نقرأ تقريراً نشره موقع «بي. بي. سي» عن معلم فلسطيني شاب من أهالي غزّة المنكوبة بالعدوان الإسرائيلي، اختار زاوية صغيرة في مدرسة للإيواء برفح ليجعل منها صفاً لتعليم التلاميذ الذين فرّوا مع أهاليهم إلى تلك المدرسة، بعد أن هُجروا من منازلهم وحرموا من الذهاب إلى مدارسهم، حيث وضع عدداً محدوداً من الكراسي في حدود ما تسمح به المساحة، ليجمع فيه من استطاع من التلاميذ الذين فقدوا فرصهم في التعليم منذ بداية الحرب.
أحضر المعلم الشاب، واسمه طارق العنابي، لوحه الخشبي الخاص من منزله الذي كان يستخدمه قبل الحرب لإعطاء دروس خصوصية، وبقايا طباشير، ليتطوع بتعليم أولئك التلاميذ كي لا ينقطعوا عن الدراسة ويستعيدوا مستواهم الدراسي، في ظرفٍ أغلق فيه كل شيء، وتحوّلت المدارس إلى ملاجئ، ورغم هول المحنة من حولهم ورعبها، فإن كاتبة التقرير تقول إنه «من اللحظات الأولى للدرس، يبدو كأن الأطفال ينسون للحظات ما الذي يحدث خارج حدود هذا المكان الصغير المكتظ».
غاية أخرى للمعلم الشاب طارق من تطوّعه بإقامة هذا «الصف»، بالإضافة إلى تعليم تلاميذه وتلميذاته، هي «إخراج الطلاب من أجواء الحرب»، أما معدّة التقرير فلاحظت أن التلاميذ يرفعون أيديهم بحماس للإجابة عن الأسئلة، يتنافسون ويتبادلون النظرات، ويحاولون إخفاء ابتساماتهم عن الأستاذ، كما لو أنهم في يومٍ مدرسي عادي، فيما أصوات القصف لا تتوقف، حتى أن المعلم اضطر أكثر من مرة «لإلغاء الحصة الدراسية واستكمالها في وقت لاحق» بسبب ذلك القصف.
«بهجة» هؤلاء الأطفال بمعلمهم لا تحجب الصورة الأشمل، فهم ليسوا سوى أعداد محدودة من بين أكثر من ستمئة وخمسة وعشرين ألف تلميذ فلسطيني انقطعوا عن الدراسة منذ بداية الحرب التي تشنّها إسرائيل على غزة، حسب بيانات الأمم المتحدة، وإن أكثر من 3477 تلميذاً و203 من الموظفين التعليميين استشهدوا منذ بداية الحرب حتى مطالع هذا الشهر.
أصعب سؤال واجهه المعلم العشريني من تلاميذه هو: «متى تخلص الحرب ونرجع ع بيوتنا؟».

https://www.alkhaleej.ae/2023-12-19/%D9%84%D9%88%D8%AD-%D8%AE%D8%B4%D8%A8%D9%8A-%D9%88%D8%A8%D9%82%D8%A7%D9%8A%D8%A7-%D8%B7%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D9%8A%D8%B1/%D8%B4%D9%8A%D8%A1-%D9%85%D8%A7/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A3%D9%8A-%D8%B2%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%A7
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ffhfhgfh9.ahlamontada.com
جعفر الخابوري
Admin
جعفر الخابوري


المساهمات : 181
تاريخ التسجيل : 30/11/2023

كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي    كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي  Emptyالجمعة ديسمبر 22, 2023 11:32 am

مقال الكاتب العراقي كه لاين محمد عن #ترميم_الذاكرة، في عدد اليوم من جريدة "العرب"

الكاتب البحريني حسن مدن يرمم ذاكرته وذاكرة وطنه
الذاكرة تعيد تشكيل الواقع في الكتابات
تتقاطع السيرة مع الرواية غالبا، وإن بدا الاختلاف بينهما في حقيقة الأحداث، والتصاق السيرة بالتاريخ الحقيقي خلافا لخيالية الرواية، فإن فعل التذكر الذي تعتمده السيرة يقوم على الانتقاء، إذ لا تحفظ الذاكرة كل شيء، بل هي تميل إلى تعظيم أشياء وإسقاط أخرى، وهذا ما يؤكده الكاتب البحريني حسن مدن بوعي في سيرته.
لا ينتهي الماضي بمجرد أن يتحرك الزمن، ويرمي بالأيام والسنوات خارج قطاره الذي لا يكون تباطؤه أو سرعته إلا وهما، مصدره شعور الركاب ومزاجهم بهذه الآلة التي لا تفتر رحلتها نحو المجهول. يقول فوكنر “إن الماضي لا يموت أبدا. لا ينبغي لك حتى أن تعتقد أنه قد مضى”.
ما إن يزداد الإدراك بمحدودية المهلة الزمنية حتى يبدأ المرء بالحفر في مسارب الذاكرة متوسلا من معطياتها ترميم الصورة التي تعيد الماضي متجاورا مع الحاضر. وما يتوخاه المرء من التقصي في محتويات زمنه الشخصي هو الإصغاء إلى صوت المشاعر الدفينة في طيات أيامه، وبالطبع إن الكتابة هي تعويذة تفك الشيفرة للوصول إلى منطقة قد تختلف خارطتها عن أرضية مغزية بمؤثرات جديدة.
لا شك أن العودة إلى ما هو واقع في العتمة أو قيد ما يشبه النسيان لن تكون إلا مراوغة لأنه يصعب تتويج الرحلة المضادة باستعادة كاملة لحمولات حياة مختومة بكلمة “ماضية”، لذلك يعترف الكاتب البحريني حسن مدن في مفتتح كتابه السيري “ترميم الذاكرة ما يشبه سيرة” بأن الذاكرة لا تحتفظ من بين الركام والوقائع الكثيرة إلا بالنزر اليسير، معبرا عن استغرابه من هذا المكر بصيغة السؤال، كأن هذا اللغز يؤكد أن ليس كل ما عاشه الإنسان وجربه في متناول ذاكرته وخياله وبالتالي لا توافق حركة الزمن المتموجة متطلبات فعل التذكر.
تفصيل بسيط
هناك مقتبسات روائية في طبقات نص السيرة ما يجعل المادة المجنسة بعلامة سيرية تتقاطع مع نسق الكتابة الروائية
إن العوامل التي تحمل الذاكرة على التنفس هي على الأكثر شعورية يقع عليها النظر متجلية في ظواهر الأشياء وإيحاءات الحدث، وهذا ما يتتبعه مدن في تواصله مع مكونات ذاكرته، مشيرا في ذات السياق إلى تجربة بعض الرموز الأدبية منهم غابرييل غارسيا ماركيز الذي قد ذكر من واقع خبرته الإبداعية بأن الرواية عنده تبدأ بحكاية أو حدث صغير يشكل المنطق أو البؤرة التي منها يتحرك باتجاهات السرد المختلفة.
عندما كان صاحب “قصة الموت المعلن” طفلا يلح على جده بأن يرى الثلج، ولما لم تكن جغرافية البلدان اللاتينية من البقع التي تشهد مهرجان تساقط الثلج، فقد أخذه الجد إلى مكان قوالب الثلج ليعاين بنفسه ما يتوق لرؤيته، وهذا التفصيل البسيط يكون نواة لرائعة “مئة عام من العزلة”.
ما يقوله ماركيز يلتقي مع ما كتبه رجل قد حرم من حنان الأم وهو لا يزال صغيرا في السن ولم يبعد الأم من منطقة النسيان سوى ما انطبع في ذهن الطفل من صورتها وهي كانت تسرح شعرها القاتم الطويل. إذن لا يستحضر الخيال ملامح غائبة إذا لم يصادف تفصيلا صغيرا. ويستعيد حسن مدن صورة عمارة أقام في إحدى شققها وقد طفت على سطح ذاكرته حين صادف ورأى في معرض تشكيلي لوحة تصور مبنى بعدة طوابق محاطا بأشجار البتولا الشاهقة.

نستشف مما يسرده الكاتب بأن الأمكنة التي تأخذ موقعها في مجرة الشوق والحنين لا تطابق جغرافية الواقع، الأمر الذي يحيل إلى نصيحة غراهام غرين في رواية “كوميديا الممثلين”، “عندما تحن كثيرا إلى المكان فلا تعد إليه”، وما يرشح من الكلام الإرشادي هو الخوف من التضارب بين الصورتين للمكان نفسه الأولى تحوم في الشعور والأخرى جاثمة في الواقع. ومن المفارقات العجيبة في علاقة الإنسان مع المكان أن انفصاله عن هذا البعد يولد لديه شعورا فنتازيا بتضاريسه وبالتالي تتكون صورة فردوسية في المخيلة للمكان المفتقد وتنزاح الصورة الحقيقية.
قبل أن يسرد محطات من حياته وما عاشه خارج بلده من التجارب يلمح حسن مدن إلى ما يعني له مفهوم الزمن راسما صورة توضيحية لطبيعة تواصل الفرد مع تيار الزمن الذي أشبه بنهر النيل المنبسط في مجراه على امتداد المسافة من المصب البعيد إلى الواحات البعيدة التي يسافر إليها، لا يشيخ، ولا يحزن كذلك الزمن ينهمر تاركا خطوطه على ملامح البشر التي تعلن عن مضي الوقت وتسرب العمر من بين أصابع الأيام.
يرى صاحب “للأشياء أوانها” أن الزمن رغم كل الحياد الذي يبديه فإنه لا يفلح في إخفاء مكره حين يجعلنا نحس بأننا في معظم الأحيان أننا بلا أعمار. ولا يثنينا الإحساس بالعمر عن حب الحياة بل يزيدنا معرفة بقيمتها الاستثنائية. ويشير المؤلف إلى دور الأسطورة في حياة الشعوب وإيحاءاتها المؤثرة على التكوين النفسي إذ يستهوى كل شعب إضفاء الأمجاد والبطولات إلى تاريخه والإعلاء من شأن موقعه الجغرافي، وهو بصدد هذا الموضوع يذكر ما يعتقده الشعب المكسيكي من أن مكسيكو كانت مهبطا للنسر العظيم الذي يحوم ولا يتسع له أي مكان قبل أن يكتشف البقعة التي تتحول إلى عاصمة المكسيك في مرحلة ما بعد الاستقلال.
وما إن تنتهي القصة المتضمنة في الكتاب حتى تعود الأضواء إلى موتيف السيرة وهو عودة الكاتب إلى بلده البحرين في 2001 إذ يمهد المتكلم لحيثيات الحدث بقوله “لم يحل نسر كبير على البحرين الصغيرة كذلك الذي حل على المكسيك لكن على هذه الجزر الجميلة حكايا مجيدة عن وطن نحبه صاغ شعبه أساطير جميلة عن نشأته”. ويفهم من هذا التقابل بأن الجانب الوجداني هو نواة الترابط بين الإنسان والجغرافيا.
بين المنفى والوطن
حسن مدن يعترف في مفتتح كتابه السيري "ترميم الذاكرة ما يشبه سيرة" بأن الذاكرة لا تحتفظ من بين الركام والوقائع الكثيرة إلا بالنزر اليسير
يعتمد مدن على نسق التناوب في سرده لرحلة العودة حيث يرجئ الحديث عن تفاصليها إلى أن يكمل رواية ما عاشه من المعاناة وهو معلق بين المنفى والوطن في مطار البحرين سنة 1992 ما يفتح الطريق أمام المغترب الذي كان اسمه ضمن قائمة المعارضين للنظام هو الإجراءات التي قد أعلنها الأمير وما تبعها من التغيير في المشهد البحريني. وبالطبع المنفي يتوق لرؤية مرابع الصبا والمواقع التي استمد منها الشعور بالانتماء. وما يتفاجأ به العائد إلى السهلة (قرية بحرينية) أن المسافة إلى البيت القديم صارت أقصر مما كانت عليه. وهذا يشي بأن الإحساس بالزمن والمسافات يتبدل طبقا للمراحل العمرية.
إذن ما كان يحسبه حسن مدن دروبا طويلة في الطفولة لم يعد سوى مسافة يقطعها بخطوات. يصف مدن جانبا من تضاريس قرية السهلة وما تتميز به بيئتها الطبيعية والاجتماعية وخلفيتها العقائدية ونتفا من ميثولوجيتها الشعبية. وما يلبث حتى يكشف عن السنة التي غادر فيها البحرين وذلك في المقطع الذي يستعيد فيه لحظات استقصائه لأجزاء البيت وتتداعى إلى ذهنه ذكريات القراءة وكلام أمه بأن الكتب
ستصيبه بالجنون، وهذا التعليق يعيد إلى الذاكرة ما أشار إليه هنري ميللر في كتابه “الكتب في حياتي” بأنه قد سمع جده يخبر الأم بأنها ستندم لأن الأخيرة وضعت كتبا كثيرة بين يدى طفلها. ويعترف مدن بأنه لم يتعاف من لوثة تلك الكتب علما بأن تحت الجسر قد مرت مياه كثيرة. والكتب في البيت قد يكون لها مفعول الديناميت أحيانا، لذلك يشن الشقيق الأكبر بين فينة وأخرى حملة لمصادرة عناوين مشاغبة مستعينا بأحد أبناء العمومة للتعرف على المحتويات.
اختبر أبرز الروائيين العالميين مهنة الصحافة وزادهم العمل في هذا المعترك تمكنا في نحت صياغات رشيقة وتحقيق خفة الانتقال بين الوحدات السردية، وقد راكم حسن مدن الخبرات في مجال العمل الصحفي وجرب كتابة العمود اليومي، وما يجب تسليط الضوء عليه ونحن بصدد الحديث عن الوشائج بين الصحافة والرواية هو اقتراح أحد النقاد المغاربة لمدن بأن يشرع بكتابة الرواية ربما رصد هذا الناقد تذبذبات الحس الروائي في مقالات كاتبنا.
نستشف مما يسرده الكاتب بأن الأمكنة التي تأخذ موقعها في مجرة الشوق والحنين لا تطابق جغرافية الواقع
ما يؤكد صحة اقتراحه هو الإحالات التي تتوارد في سيرة حسن مدن إلى الأعمال الروائية وتذكره بعض المواقف التي عاشها في الحياة بشخصيات روائية وأفلام سينمائية. عندما يلزمه العارض الصحي بالنوم في المستشفى والجناح الذي كان يرقد فيه قد عاد بخياله نحو أجواء قصة عنبر 6 لتشيخوف. وفي كلامه عن علاقة الإنسان بالوقت يشير إلى عبارة وردت على لسان إحدى شخصيات ميلان كونديرا الروائية مفادها بأن الوقت ليس ملكا لأحد، إنه أداة القياس.
إضافة إلى تغلغل المقتبسات الروائية في طبقات نصه السيري فإن تصميم المادة المجنسة بعلامة سيرية يتقاطع مع نسق الكتابة الروائية، ولعل هذا الأمر يكون ماثلا أكثر في العودة إلى بعض تفاصيل الأحداث التي يلمح إليها في الوحدات الأولى. كما يستضيف النص قصصا فرعية منها ما يسرده الكاتب عن بحثه مع رفاقه لشقة للإيجار في دمشق إلى أن وجد ضالته عن طريق سمسار بينما كان يدور بين الغرف فإذا به يرى مكتبة ملأى بكتب متنوعة من الفلسفة والأدب والمترجمة لأسماء عالمية.
لا تتطلب مكونات المشهد ذكاء حتى يفهم بأن صاحب المكتبة شخص مثقف واللا متوقع في الموقف هو ما يسمعه مدن من السمسار بأن مالك الشقة سجين بسبب مواقفه السياسية هنا يغادر مدن ورفاقه المكان، ربما وجدوا في الآخر السجين مرآة لواقعهم القاسي.
الأهم في هذا الإطار ما يسترجعه الكاتب لفحوى حوار بينه وبين شقيقه حين يسأل الأخير مستغربا عن وجهة الطير الذي يطير باتجاه مضاد لسربه؟ ما ينقله المؤلف عن الطير الذي يلفت نظره بذهابه خارج السرب هو بمثابة ما يصطلح عليه في النقد الروائي بقصة المرصدة تشحن النص بالتوتر الدرامي وتفتح باب التكهن بأن مصير البطل لا يختلف عن نهاية القصة المتضمنة.
فعلا هذا ما يمر به حسن مدن إذ يتنقل بين المنافي بعيدا عن أفراد أسرته. ومن بين الأماكن التي يقيم فيها بغداد، القاهرة، موسكو، بيروت، تتسرب الأخيرة إلى مسامات وجدانه إذ شهد فصلا من الحروب التي اندلعت بين الفرقاء اللبنانيين غير أن شراسة الاقتتال لم تقض على روح بيروت فوضعتها باحثة أجنبية، والكلام على عهدة صاحب السيرة، بين أكثر المدن حيوية في العالم لأن المباني المتهاوية إثر القصف قد تحولت إلى منصة لعرض تشكيلي.

https://alarab.co.uk/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A7%D8%AA%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D9%86%D9%8A-%D8%AD%D8%B3%D9%86-%D9%85%D8%AF%D9%86-%D9%8A%D8%B1%D9%85%D9%85-%D8%B0%D8%A7%D9%83%D8%B1%D8%AA%D9%87-%D9%88%D8%B0%D8%A7%D9%83%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D8%B7%D9%86%D9%87
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ffhfhgfh9.ahlamontada.com
جعفر الخابوري
Admin
جعفر الخابوري


المساهمات : 181
تاريخ التسجيل : 30/11/2023

كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي    كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي  Emptyالجمعة ديسمبر 22, 2023 11:33 am

جبران واللغة العربية
في أجواء احتفائنا باليوم العالمي للغتنا العربية، مناسب أن نقف عند رأي أحد أهم أدباء المهجر وأشهرهم، جبران خليل جبران. وأهمية هذا الرأي ناجمة ليس فقط عن مكانة جبران الأدبية والثقافية، وإنما أيضاً لأنه من المبدعين العرب الذين وقفوا على تخوم لغتين وثقافتين، فإضافة إلى تكوينه اللغوي العربي الأول، فإن هجرته مع والدته إلى أمريكا، وهو في مقتبل عمره، مكّنته من اللغة الإنجليزية حد أنه وضع بها بعض مؤلفاته، وإن وجد من قال إنه كان لماري هاسكل، صديقته الشهيرة والأثيرة، دور في تحرير ما كتب بالإنجليزية، لكن هذا، بحد ذاته، لا يُعد مأخذاً.
لم يفعل جبران ما فعله آخرون ممن وجدوا أنفسهم يعيشون في كنف ثقافة ولغة غير ثقافتهما ولغتهما اللتين نشأ عليها وفيها، فأدار ظهره لحقيقة كونه، في الأساس، ابن اللغة والثقافة العربيتين، وانساق مع القائلين بأن لغتنا لن تصنع كاتباً عالمياً، أو على الأقل معروفاً في مجتمعات أخرى غير العربية، وهو ما تحقق لجبران نفسه، وكان يمكن لهذا أن يكون كافياً ليصبح واحداً من ناكري فضل لغته الأم عليه.
شهادة جبران حول اللغة العربية جاءت في عام 1920 عندما استفتت مجلة «الهلال» عدداً من الكتّاب والمفكرين العرب حول مستقبل اللغة العربية، وهي شهادة أضاءها لنا الناقد اللبناني الراحل محمد دكروب في كتابه «خمسة روّاد يحاورون العصر»، في سياق وقوفه أمام أدب وفكر جبران، أحد الخمسة الذين تناولهم، وهم إضافة إلى جبران: أمين الريحاني، عمر فاخوري، مارون عبّود، رئيف خوري.
في تلك الشهادة قال جبران: «في سوريا (وقصد بها في حينه كامل بلاد الشام) كان التعليم يأتينا من الغرب بشكل الصدقة، وقد كنا ولم نزل نلتهم خبز الصدقة لأننا جياع متضوّرون، وقد أحيانا ذلك الخبز، ولما أحيانا أماتنا»، وفي شرح قوله هذا أوضح جبران: «إن الذين درسوا بعض العلوم باللغة الإنجليزية يريدون أمريكا أو إنجلترا وصيّة على بلادهم، والذين درسوا باللغة الفرنسية يطلبون فرنسا أن تتولى أمرهم».
مثلما طالب طه حسين مبكراً بمجانية التعليم في بلاده، مصر، وسعى إلى تحقيق ذلك حين أصبح وزيراً للمعارف، طالب جبران بأن «تنتقل المدارس (وهو يتحدث عن بلاد الشام) من أيدي الجماعات الخيرية واللجان الطائفية والبعثات الدينية الأجنبية إلى أيدي الحكومات المحلية، فبهذا الطريق يعم انتشار اللغة العربية، وتُعلّم بها جميع العلوم، فتُوحد ميولنا السياسية وتُبلور منازعنا القومية».
«وصفة» جبران لصون لغتنا والنهوض بتعليمنا التي لخصها بعبارة «تعليم الناشئة على نفقة الأمة»، ضرورية لحاضرنا بدرجة أكبر مما كانت عليه في زمن جبران.

https://www.alkhaleej.ae/2023-12-20/%D8%AC%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9/%D8%B4%D9%8A%D8%A1-%D9%85%D8%A7/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A3%D9%8A-%D8%B2%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%A7
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ffhfhgfh9.ahlamontada.com
جعفر الخابوري
Admin
جعفر الخابوري


المساهمات : 181
تاريخ التسجيل : 30/11/2023

كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي    كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي  Emptyالجمعة ديسمبر 22, 2023 11:33 am

بدايات الكاتب ونضجه
كيف ينظر الأديب إلى بداياته في الكتابة، بعد أن تنضج تجربته وتتراكم خبراته، لا في الكتابة وحدها وإنما في الحياة نفسها، ويتطوّر وعيه، فهل يبلغ الأمر حدّ التنكر إلى تلك البدايات واعتبارها مجرد محاولات ساذجة لا تستحق الوقوف أمامها؟
محمود درويش قال شيئاً من هذا عن ديوانه الشعري الأول، الذي كان عنوانه، إن لم تخن الذاكرة، «عصافير بلا أجنحة»، وصدر في عام 1960، عندما كان الشاعر دون العشرين من عمره، لكن ما يصحّ على هذا الديوان لا يجوز اعتماده قاعدة للنظر إلى كل بدايات الأديب، أي أديب، فقط لأن تجربته أصبحت أعمق وأنضج.
الرواية الأشهر لغابرييل ماركيز، التي بسببها نال «نوبل» للآداب هي «مئة عام من العزلة»، لكنه يعتبر روايته «الجنرال في متاهته» الرواية الوحيدة التي يشعر إزاءها بارتياح مطلق، لأنه اشتغل على إعدادها أكثر من أي رواية أخرى، وتطلب منه الأمر ثلاث سنوات من الكتابة وثلاث سنوات من البحث كي يشرع في كتابتها، وأذكر أيضاً قولاً له في مقابلة صحفية أجريت معه بعد نيله «نوبل» إنه يفضل الرواية الصغيرة: «ليس لدى الكولونيل من يكاتبه» عليها، رغم أنها لم تنل الكثير من الشهرة.
حين تناول المفكر والناقد الراحل محمود أمين العالم رواية «مدن الملح» لعبد الرحمن منيف خاصة في جزئها الأول «التيه»، أتى على قول لمنيف نفسه، سمعه منه في ندوة عن الرواية العربية استضافتها تونس في عام 1980، مفاده أن كل ما كتبه من روايات قبل «مدن الملح» كان بمثابة تمارين تؤهله لكتابة هذه الرواية. ومع الإقرار بأن شهادة أي أديب على أدبه لها أهمية خاصة، كونها تسلط الضوء على زوايا في هذه التجربة لا يراها النقّاد ولا القرّاء، لكن هذه الشهادة لست كافية وحدها للإحاطة بكل جوانب هذه التجربة، ولو أخذنا منيف مثالاً فإن ما دعاه بالتمارين السابقة ل«مدن الملح» بينها أعمال مهمة وجديرة بالوقوف أمامها.
محمود أمين العالم نفسه تناول في دراسة له رواية منيف «شرق المتوسط» الصادرة في عام 1975، حسب ما تيسّر لنا من معلومات لا نجزم بدقتها، ولكنها سابقة ل«مدن الملح» على كل حال، ومن سياق تلك الدراسة نقف على أهمية تلك الرواية، وهو أمر لمسه من قرؤوها، ووجب التنويه إلى أن العالم جمع في دراسته تلك بين «شرق المتوسط» ورواية «الآن هنا» لمنيف، كونهما جمعتا بين الموضوع نفسه، وهو القمع السياسي، مع ملاحظة أن «الآن هنا» صدرت مطلع التسعينات، أي بعد «مدن الملح»، كأنّ منيف عاد فيها إلى «التمارين» لكن برؤية أنضج وأعمق.

https://www.alkhaleej.ae/2023-12-21/%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A7%D8%AA%D8%A8-%D9%88%D9%86%D8%B6%D8%AC%D9%87/%D8%B4%D9%8A%D8%A1-%D9%85%D8%A7/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A3%D9%8A-%D8%B2%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%A7
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ffhfhgfh9.ahlamontada.com
جعفر الخابوري
Admin
جعفر الخابوري


المساهمات : 181
تاريخ التسجيل : 30/11/2023

كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي    كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي  Emptyالجمعة ديسمبر 22, 2023 11:34 am


خ- خ+

 

استمع

حضور السفير السديري ينهي وهم التطبيع!

بقلم: أحمد طه الغندور

في حدث مميز؛ يُعتبر بمثابة علامة فارقة في التاريخ الدبلوماسي الفلسطيني، وصول سعادة السفير " نايف بن بندر السديري " إلى فلسطين كأول سفير سعودي، وممثلا لخادم الحرمين الشريفين!

وبأعلى مرتبة دبلوماسية؛ كسفير فوق العادة مفوض وغير مقيم لدى فلسطين، وقنصل عام بمدينة القدس، جرت مراسم تقديم أوراق الاعتماد لدى الخارجية، والرئاسة الفلسطينية وفقاً للبروتوكول الدبلوماسي!

ولعل من أجمل ما قام به سعادة السفير " السديري " مع أول خطواته في الأراضي الفلسطينية هي تغريدته صباح اليوم حيث دون: " من دولة فلسطين الحبيبة، أرض كنعان، أجمل التحيات مقرونة بمحبة مولاي خادم الحرمين الشريفين، وسمو سيدي ولي العهد "!

كلمات بسيطة غير معقدة غرد بها " السفير والكاتب " " نايف السديري " ـ بذكائه الفطري وحنكته الدبلوماسية العريقة ـ ترسم حقائق سياسية غير قابلة للنقض!

دولة فلسطين؛ شاء من شاء وأبى من أبى!

أرض كنعان؛ عربية الهوية، وعربية الشعب منذ القدم، ووجود "الاحتلال" الطارئ لا يغير هذه الحقيقة!

مقرونة بمحبة مولاي خادم الحرمين الشريفين، وسمو سيدي ولي العهد؛ ليس هذا مجرد تعبير عن مشاعر شخصية، ولكنها سياسات ملكية سامية لا هوادة، ولا تراجع عنها!

وتأكيداً على هذه المبادئ، جاءت الرسالة الثانية مباشرة؛ في أولى تصريحات " سعادة السفير " بعد لقائه " د. رياض المالكي " وزير الخارجية الفلسطيني، والتي أعلنت: " تمسك المملكة بمبادرة السلام العربية كأساس لحل القضية الفلسطينية، وهي النقطة الأساسية في أي اتفاق قادم"!

فما مغزى هذه التصريحات؟!

الاستنتاج المباشر؛ أن المملكة العربية السعودية لن تكون عربة في قاطرة "التطبيع" ـ اتفاقيات ابراهام ـ المخالف لكل منطق مقبول في الحضارة والحق العربي!

السعودية كانت ولا زالت مع السلام الشامل في المنطقة، بل في العالم قاطبة دون المساس بحقوق الأخرين ودون المساس بمبادئ القانون الدولي، والمقرارات الدولية، وسيادة وكرامة الأمم والدول!

وهي تسعى إلى ذلك بخطى حثيثة!

السعودية كدولة " وازنة " في المنطقة العربية فرضت احترامها على الشرق والغرب، وعلى الكبير والصغير، وتتعامل بندية وثقة بالنفس مع كل الدول، وتمارس دوراً قياديا في السياسة والاقتصاد، وفي كافة المحافل الدولية!

لو نظرنا إلى تعامل " السعودية " مع أعدائها في المنطقة "دبل إ"ـ إيران والكيان الصهيوني"، السعودية تدرك تماماً، أنهما "قاطعا الكماشة الأمريكية في المنطقة"، مع ذلك أعادت علاقاتها الدبلوماسية مع "إيران" وتقيم معها "ندوة حوارية" دائمة؛ من أجل "تصفير الأزمات" وصولاً لتطبيع كامل من العلاقات بين البلدين.

هذا الأمر ذاته مطروح للنقاش والبحث مع "تل أبيب" رغم إدراك " المملكة " التام بأن ذلك لن يكون قريباً، للأسباب "الداخلية والسياسية" الخاصة بـ "الكيان"!

لكن " المملكة " لا تناقش "القاطعين" فقط، بل هي تنافس "الكماشة" التي تبحث عن "مصالحها المحمومة" في " جزيرة العرب وسائر الوطن العربي "، لذلك كان الطلب المباشر من "واشنطن" بتمكين " السعودية " من مشروعها النووي، في مقابل "القاطعين"!

الأسلحة والدعم العسكري يجب أن يكون حقيقاً، كما يجري منحه للفريق المقابل!

وليس هذا فقط، بل لنا حقنا وكلمتنا في، الممرات البحرية، مواردنا الاقتصادية، وأمننا القومي، وقضيتنا العادلة ـ قضية العرب الأولى ـ فلسطين!

حينها يكون السلام للمنطقة أجمع، وحينها يكون التطبيع، بعيداً عن "هلوسات الوهم"! ولن تكون " المملكة " عربة في قاطرة الوهم لـ "مملكة صهيون"!

أهلاً وسهلاً بالشقيقة " السعودية " في فلسطين، وأهلاً بسفيرها المبجل.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ffhfhgfh9.ahlamontada.com
جعفر الخابوري
Admin
جعفر الخابوري


المساهمات : 181
تاريخ التسجيل : 30/11/2023

كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي    كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي  Emptyالجمعة ديسمبر 22, 2023 11:34 am

Asylum is an ancient judicial concept whereby a person who is persecuted for his political opinions or religious beliefs in his country, which may be protected by another sovereign authority or a foreign country, is given the opportunity to express his views.[1][2][3]

The Egyptians, the Greeks and the Hebrews recognized the right to asylum, or what was known as the protection of the persecuted from legal proceedings. This principle was later adopted by the founding of the Christian Church, which laid down detailed rules for how to obtain protection or asylum.[4] In 511 the Council of Orleans, in the presence of Clovis I, decided that asylum could be granted to anyone who had sought refuge in the event of a direct threat of death - such as theft and infidelity - or without cause. In general, everyone has the right to seek and enjoy asylum in other countries, and this was confirmed by the United Nations in the Universal Declaration of Human Rights in 1948, then the Convention relating to the Status of Refugees in 1951, as well as the Protocol relating to the Status of Refugees in 1967. [5] Under these agreements, a refugee is a person who lives outside his country because of fear of persecution for a variety of reasons, including ethnic reasons; sectarian; nationality; Politically religious or because of his participation in certain social activities. It is worth noting here that political asylum should not be confused with the modern refugee law, which deals with the massive influx of people into other countries. Asylum is a right that is specific to the interests of individuals and is provided in each case.
Jaafar Abdul Karim Al-Khabouri
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ffhfhgfh9.ahlamontada.com
جعفر الخابوري
Admin
جعفر الخابوري


المساهمات : 181
تاريخ التسجيل : 30/11/2023

كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي    كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي  Emptyالجمعة ديسمبر 22, 2023 11:35 am

What is the difference between an immigrant and a refugee?
An immigrant is a person who moves from his country of residence to another country, whether temporarily or in the long term, for many reasons, including the search for better living or economic opportunities. For example, people who chose to come to Saudi Arabia based on a work visa and have resided in the Kingdom for many years.

For a refugee, a person whose departure from his country may be the result of a desire to seek better living or economic opportunities. But the difference between him and the immigrant lies in his inability to return to his country because of the grave danger to his safety, which may amount to persecution. The risk may be due to insecurity as a result of war or conflict, or the risk of individual persecution because of a person's race, religion, nationality, political opinion or belonging to a particular social group.

Who can apply for asylum?
any person outside his or her country of origin who fears or does not wish to return for reasons of race, religion, nationality, political opinion or membership of a particular social group; Or he is at risk of severe punishment, torture or death, he can apply for asylum at UNHCR. UNHCR will assess each asylum application before deciding to register any case. It must be emphasized that not all cases that apply to the Commission are eligible for registration.

Holland Weekly Magazine Editor-in-Chief Jaafar Al-Khabouri
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ffhfhgfh9.ahlamontada.com
جعفر الخابوري
Admin
جعفر الخابوري


المساهمات : 181
تاريخ التسجيل : 30/11/2023

كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي    كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي  Emptyالجمعة ديسمبر 22, 2023 11:35 am

How to apply for asylum
Så här ansöker du om asyl – arabiska

If you want to apply for asylum in Sweden, you must go to the Migration Agency to submit your application. It is not possible to apply for asylum before arriving in Sweden.
Other lang
If you meet the border police when entering Sweden, you must tell them that you want to apply for asylum. There are border police, for example, at passport control at international airports, at ferry terminals and where trains and buses enter Sweden. The Border Police will ask you some questions and then refer you to the Migration Agency, where your asylum application will be submitted.
If you are in Sweden, you must contact the Swedish Migration Agency. You can apply for asylum at any of the Migration Agency offices in Gothenburg, Malmö or Stockholm.
Where are the Migration Agency units for asylum applications (in English)
The Migration Agency will register your asylum application
When you apply for asylum, you must provide information about yourself, why you want to apply for asylum and how you traveled to Sweden.
You must tell us who you are
If you have your own passport or identity documents, you must hand them over in order to prove your identity: your name, date of birth, and place of birth. It is important that you provide proof of your identity so that the Migration Agency can make the right decision.
In the event that you are unable to submit any identification documents, you should try to prove your identity in another way. You can do this, for example, with a birth certificate, military or family registration documents, or a marriage certificate. These documents do not establish your identity individually, but sometimes multiple documents are approved together to prove your identity.

Read more about: Why you should tell us who you are
The Migration Agency will register you as an asylum seeker using your name and other information on your identity documents. This may mean, for example, that transgender people are registered under their name and the gender of their birth. Unfortunately, Swedish law does not allow you to be registered under any other name, but you must tell us if you want to use another first name or personal pronoun, and we will write it down. It is recommended that you tell us at this point if you have specific reasons for wanting the assistance of an interpreter, lawyer or investigator of a certain gender, or if you do not wish to share a room with asylum seekers of a certain gender.

You will be photographed and fingerprinted
You will be photographed and fingerprinted when you apply for asylum. Your photo will be added to the Immigration Service's record and will be used on the Asylum Seeker Card (LMA Card) that you will receive as proof that you are an asylum seeker. It is not necessary to take fingerprints for children under the age of six.
The fingerprints are used to check whether you have previously applied for asylum in any other Schengen country, and if you have a residence permit or ban in any Schengen area. If the fingerprint examination shows that you have previously applied for asylum in any other country on your way to Sweden, or that you have already applied for asylum in another country, the Migration Agency will determine which country should examine your asylum application. Where specified, the EU Dublin Regulation will apply.
No fingerprinting is carried out for children under the age of fourteen.

Find out more about the Dublin Regulation

Demand interview
When you have finished photographing and taking your fingerprints, you will meet with an investigator. With the help of an interpreter, you will introduce yourself, the reasons for leaving your home country and how to travel to Sweden. You will be asked questions about your family and your health.

You must tell the Migration Agency if you have a functional disability, meaning that you have a reduced ability to work physically, mentally or intellectually. If your functional disability makes it difficult for you to contact the Migration Agency when you apply for asylum, you have the right to seek assistance. You also have the right to get accommodation that suits your needs.

You will be given information about the asylum process - about the next step and what you should do. You will also receive information on practical issues such as the right to housing, financial support, health care and children's education.

You should try to support yourself mainly financially while you are waiting for a decision. If you are not getting money and you have no other assets, you can apply for financial support from the Migration Agency.

You will be called to an asylum inquiry at a later time in which you will tell us more about why you fled and what you think would happen to you if you had to return.

An unfounded request
If it is clear that there are no grounds for granting you asylum, the investigator will explain that the Migration Agency does not consider that you have grounds for asylum, and that a decision will be issued to you in a few weeks. If you do not have valid reasons for seeking asylum, you will receive a decision on refusal of entry with immediate effect.

Read more about what it means to receive a denial of entry with immediate effect

After submitting your order
An investigator will check all your documents, what you have told the Migration Agency and what your fingerprint examination has revealed. The investigator will decide, on the basis of the information provided, the extent of investigation required in your case. All investigations are different and therefore require different types of investigation.

The investigator will prepare your request for an ongoing investigation. This can include things like obtaining information from other government agencies. If you need to make additions to your application, the investigator will contact you. These additions may be requested, for example, if you did not provide any identification documents with your application.

Waiting for asylum investigation
If your application is studying in Sweden, you should stay here while the Migration Agency checks whether you are entitled to a residence permit.
It can be a long time before you are called for your asylum interview. During this interview, you will tell us more about the reasons why you should seek asylum in Sweden
Holland Weekly Magazine President Jaafar Al-Khabouri
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ffhfhgfh9.ahlamontada.com
جعفر الخابوري
Admin
جعفر الخابوري


المساهمات : 181
تاريخ التسجيل : 30/11/2023

كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي    كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي  Emptyالجمعة ديسمبر 22, 2023 11:36 am

Asylum is an ancient judicial concept whereby a person who is persecuted for his political opinions or religious beliefs in his country, which may be protected by another sovereign authority or a foreign country, is given the opportunity to express his views.[1][2][3]

The Egyptians, the Greeks and the Hebrews recognized the right to asylum, or what was known as the protection of the persecuted from legal proceedings. This principle was later adopted by the founding of the Christian Church, which laid down detailed rules for how to obtain protection or asylum.[4] In 511 the Council of Orleans, in the presence of Clovis I, decided that asylum could be granted to anyone who had sought refuge in the event of a direct threat of death - such as theft and infidelity - or without cause. In general, everyone has the right to seek and enjoy asylum in other countries, and this was confirmed by the United Nations in the Universal Declaration of Human Rights in 1948, then the Convention relating to the Status of Refugees in 1951, as well as the Protocol relating to the Status of Refugees in 1967. [5] Under these agreements, a refugee is a person who lives outside his country because of fear of persecution for a variety of reasons, including ethnic reasons; sectarian; nationality; Politically religious or because of his participation in certain social activities. It is worth noting here that political asylum should not be confused with the modern refugee law, which deals with the massive influx of people into other countries. Asylum is a right that is specific to the interests of individuals and is provided in each case.
Jaafar Abdul Karim Al-Khabouri
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ffhfhgfh9.ahlamontada.com
 
كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي
» جعفر عبد الكريم الخابوري
» مدونة جعفر عبد الكريم الخابوري
» صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري
» صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
جعفر عبد الكريم الخابوري :: كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي-
انتقل الى: